23/9/2017
يوم سعيد للجميع.. سعيدة جداً لكوني قادرة على كتابة المزيد و نشر عدداً من التدوينات في الفترة الأخيرة.
ممتنة أكثر لجميع الزوار و القراء فمازلتم أوفياء :)
لربما تكون هذه المقاله طويلة بمعلوماتها و أفكارها لذا أجلب كأس قهوتك، قم بتشغيل ألبوم فنانك المفضل و قراءة ممتعه .
هل تساءلت يوما ً عن قدرة النقاد الموسيقيين على الكتابة،التعبير،النقد و تحليل كل أغنية و ألبوم على الساحة الفنية ؟
هل تساءلت عن كيفية الفصل بأفكارهم عن توجه الفنان أو اللون الموسيقي الذي يتميز به ؟!
كيف لأغنية واحدة تحصل على أكثر من 10 مقالات منشورة للتقييم و التحليل من قبل النقاد ؟
و هناك الكثير من الأسئلة في مخيلتي، لذا قمت بالبحث و قراءة العديد من المقالات التي أعطتني إجابة واحدة فقط
"نعم" كلا ً من النقاد الموسيقيين يقوم بالإستماع إلى الأغاني المطروحة على الساحة الفنية
بدون إستثناء ثم يقدم تقييم خاص بها في مدة لا تتعدى اليومان
عدا إن كان ناقد موسيقي -حر- لايتبع إلى أي من المنظمات الفنية أو إلى أي جهة راعية كالمجلات، المواقع و الشركات الفنية ..
و جميع هؤلاء النقاد أو الكتاب الموسيقيين يسيرون على خطوات معينة ومحدده تصلهم إلى النتيجة التي نقرأها
لك أن تتخيل أن منذ شهر يناير لعام 2017 حتى سبتمبر 2017 هناك أكثر من 200 أغنية رسمية تم إصدارها
وجميع هذه الأغنيات حصلت على المراجعة النقدية الرسمية و تم تقييمها من خمسة نجوم ..
و لك أن تتخيل أيضا ً بأن جميع هذه الأغاني حصلت على نقد منصف و حق كامل في التقييم دون المقارنة بالأعمال الأخرى
شيء مبهر بالفعل، أنت كمحب للموسيقى و الفن، كيف تصبح مستمع جيد؟! قادر على التقييم و النقد بإنصاف، دون التحيز أو المقارنة؟
كيف لك أن تستمع إلى عشرات من الأغنيات في شهر واحد وجميعها بألوان موسيقية مختلفه ؟
من البوب إلى الروك ، الجاز والموسيقى الريفية وغيرها من الأنواع الأخرى
تستمع إليها دون الشعور بالإنزعاج أو تداخل الموسيقى والأفكار بعضها البعض؟ أن تستمع إليها بتوازن؟
سأدعكم مع فاصل موسيقي.. عشرون دقيقة تستعرض أبرز الأغاني التي تم إصدارها في هذا العام
والتي كان لها نصيب بالظهور في لوائح الموسيقى الأمريكية المعتمدة -البيلبورد-
علما ً بأن هذه المجموعة الموسيقي هي نصف فقط ماتم إصداره حتى هذا الشهر من العام
ولأننا لا نمتلك خلفية موسيقية ولم يسبق لنا العمل في المجال الفني ولا معرفة كل جوانبه
الآن كيف تستمع لهذا الكم كم الأغاني وتصنف الجميل من السيء،
دون التحيز لفنانك المفضل أو لـ لونك الموسيقي المفضل؟! نسمتع بحيادية و دون التأثر بأعمال أخرى أو المقارنة؟!
إجابتي ستكون مبنية على قراءات عديده لمقالات تشرح الإستماع و النقد مع تبسيط العملية التي تبني عليها رأيك الشخصي.
سألخص العوامل الأربعه التي تمنحك لقب "مستمع موسيقي جيد"
1- إختيار الوقت المناسب.
نعم إختيار الوقت المناسب للإستماع لجديد الساحة الموسيقية هو عامل مهم جدا ً في الإستماع الجيد و تقييم العمل الفني.
فالوقت المناسب مرتبط بالمكان المناسب .. حيث العديد من المهتمين في المجال الموسيقي
يجدون بأن هٌناك عددا ً من الألوان الموسيقيه لا تلاؤم مكان العمل وأخرى لا يمكنك الإستماع إليها إلا بحضرة أصدقائك
أعتمد بأن تستمتع للألبوم الجديد في وقت مناسب دون أي تشويش أو ضغوط كما أن لاتكون مشغولا ً وتعطي إنتباهك الكامل للألبوم أو الأغنية ..
بهذه الطريقه ستعود نفسك على التركيز على الأنغام الموسيقية ، الإنتاج ، الكلمات و الآداء
كل هذا سيتم برمجته في عقليتك وفي نهاية الوقت ستكون قادر على تصنيف الألبوم سيئ أو جيد
# لاتستمع إلى ألبوم جديد أو أغنية جديدة وأنت في طريق العوده من عملك، ستكون منهك وسترغب بأغنية تعيد لك نشاطك لاتتطلب تركيز أعلى
2- لا تستمع للجديد تحت ظروف سيئة
أيا ً كانت هي الأغنية سواء لمغنيك المفضل أو شيء جديد لم تسمع به من قبل
فالحالة النفسية ستكون مرتبطه بالأغنية و الفنان وبأعماله المقبله .. ستجده كئيب يبعث التعاسه
أو مغني لأوقات الفرح و الرقص لا يمكن الإبداع و إخراجك لزوايا أخرى
لذا أحرص في هذه الحالات الإستماع إلى أعمال سابقه إلى أغانيك المفضله السابقه لا الأعمال الجديدة
وهناك العديد من المقالات من باحثين تشير إلى أن الحالة النفسيه تؤثر سلبا ُ و إيجاباً على الموسيقى التي تستمع إليها والعكس
يمكنك زيارة المقالات بالضغط على هذا الرابط how bad mood affect our taste of music
تجربة شخصية: أستمعت إلى ألبوم الفنان البريطاني Zayn Malik فور صدوره
في ذلك الوقت كنت أعيش مرحلة جديده من حياتي مليئه بالخوف، التوتر و الوضع السلبي السيئ
إلى هذه اللحظة أي أغنية من الألبوم تبعث لي نفس تلك الأحاسيس وأشعر بقشعريره غريبه في جسدي
بالرغم من أنه من ألبوماتي المفضله لكن حتى هذه اللحظه لايمكنني الفصح أو القول بأنه شيء مريح أو مبهج
كما أني لا أفضل أن أستمع إليه في الليل لإرتباطه بفتره صعبه
3- لا تشارك من حولك الإستماع الأول.
من الخطوات السيئه التي يقوم بها العديد هو الإستماع إلى ألبوم جديد أو أغنية جديده مع آخرون
لا أعتقد بأنكم في حاجة إلى الكثير من المعلومات عن مدى تأثير هذه الخطوة على ذائقتنا و آراءنا الموسيقية
عادة الإستماع الأول يكون شامل لذا الأحكام تكون مطلقه وسريعة
ماذا لو كان شريكي في الإستماع لا يحبذ أغاني الراب و أنا أستمع إلى جديد كيندريك لامار؟!
رأيه سيغير رأيي بالتالي لن أطلق حكما ً منصفا ُ وقد أظلم عملا ً رائعا ً لربما هو عمل العام
وعندها سأفقد أحد العوامل التي تمنحني لقب مستمع وناقد جيد ..
وفي أحيان كثيره هناك العديد ممن يطلقون الاحكام الموسيقيه لأرضاء آخرين
أو لمجارات أصدقاءهم حتى لاتطلق عليهم ألقاب معينه أو يتم تصنيفهم على أنهم أشخاص غريبين
4- إستمع إلى كل لون.
نعم، إستمع إلى كل الألوان الموسيقيه ولاتحط نفسك بلون معين لأسباب غير منطقيه
كموسيقى مزعجه أو لأنك لاتفضل ممن يستمعون إليه أو أنك لاتفضل شخصية الفنان ..
بهذه الطريقه ستكون مستمع إنحيازي غير منصف وهذا لايمكنك من تقييم وتصنيف الأغاني ..
لربما يبدو الموضوع غريبا ً و صعبا ً لكن هي مجرد البداية فقط ..
قم بالإستماع إلى كل لون موسيقي لا تفضله بالدرجه الاولى و إستمع إليه مره أو مرتين في الأسبوع
حينها حتما ً ستجد ذائقتك الموسيقيه أصبحت أوسع و أشمل ..
ستصبح ممتن لكل اللحظات التي منحتها لأغنية روك جديده أو ألبوم جاز جديد
أيضا ً ستكون قادر على أكتشاف جوانب أخرى في الفن و الثقافه لتلك البلاد
لكونك تسمتع إلى أفكار متجدده وبعضها لن تجدها إلا في لون موسيقي معين
أخيرا ً، حاولت أن لا أطيل في الكتابه حتى لا تبدو التدوينه ثقيلة على النفس
وفي الوقت ذاته أتمنى أن أكون قد لخصت النقاط الأربع المهمه لمحبي الموسيقى الأجنبيه